Saturday, August 12, 2006


تيسير الصرف
بسم الله الرحمن الرحيم

1) المعتل
الأمثلة:
فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون
قال ربٌ انٌى وهن العظم منٌى
ما زاغ البصر وما طغى
البحث:
انظر فعل " بطل " فى المثال الاول , ليس فى حروفه الاصلية شيئ من حروف العلة (اوي). وهذا النوع من الأفعال يسمى الصحيح . وقد درسنا احكامه وكيفية تصريفه فى الدروس السابقة
امٌا اذا نظرنا الى الأفعال : وقع , قال , وهن , زاغ , طغى نجد ان كل واحد منها فيه شيئ من حروف العلة , فبعضها فائه من حروف العلة مثل وقع , و وهن , وبعضها عينه من حروف العلة مثل قال , و زاغ , و بعضها لامه من حروف العلة مثل طغى . وهذا النوع من الأفعال يسمى " المعتلٌ ".
فعلى هذا , يمكن ان نقسم الفعل الى أقسام : فما كان فائه من حروف العلة يسمى : " المثال " , وما كان عينه من حروف العلة يسمى : " الاجوف " , وما كان لامه من حروف العلة يسمى : " الناقص " . وقد يكون عينه ولامه من حروف العلة , فهذا يسمى " اللفيف المقرون " , مثل لوى و عوى , وقد يكون فائه ولامه من حروف العلة , فهذا يسمى " اللفيف المفروق " , مثل ولي , وقى . فالمجموع خمسة اقسام
القاعدة:
الفعل نوعان : صحيح و معتلٌ
الصحيح : هو الفعل الذى ليس فى حروفه الاصلية شيئ من حروف العلة (اوي).
المعتلٌ : هو الفعل الذى كان فى حروفه الاصلية شيئ من حروف العلة
المعتلٌ على خمسة اقسام :
المثال : هو الفعل الذى كان فائه من حروف العلة
الأجوف : هو الفعل الذى كان عينه من حروف العلة
الناقص : هو الفعل الذى كان لامه من حروف العلة
اللفيف المقرون : هو الفعل الذى كان عينه ولامه من حروف العلة
اللفيف المفروق : هو الفعل الذى كان فائه ولامه من حروف العلة



المثال
الأمثلة:
وَعَدَ الله المؤمنين والمؤمنات جنات
وَجِلَتْ قلوبهم
الشيطان يَعِدُكم الفقر
لم يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ
فلن تَجِدَ له نصيرا
وشاركهم فى الأموال والأولاد وعِدْهم
7) اذا وَعَدت عِدَةً فأنجزْ
افلم يَيْئَس الذين آمنوا
قالوا لا تَوْجَلْ
هيهات هيهات لما تُوعَدُون
البحث:
وقد درسنا فى الدرس السابق ان الفعل الذى كان فآئه من حروف العلة يسمى "المثال". فإذا بحثنا الأفعال فى هذه الأمثلة نجد ان كثيرا منها من هذا النوع, مثلا: وعد , يئِس , ولَدَ , وجَدَ , وَجِلَ وما تصرف منها, فإن بعضها فائه واو , وبعضها يآء
فإذا أخذنا فعلا منها وأسندناه الى ضمآئر الرفع البارزة, فلا نجد فرقا بين الفعل الصحيح وبين المثال , مثلا: كَتَبْتَ و وَعَدتَ , و رَكِبْنَ و وَجِلْنَ . فنستنبط منه ان المثال يماثل ويشابه الصحيح فى كثير من احكامه , فلذا سمي مثالا
ولكن اذا رجعنا الى مضارع كثير منها نجد الحكم مختلفا . فام كلاًٌ من الأفعال : يَعِدُ , يَلِدُ , يَجِدُ فى الأمثلة كان ماضيه : وَعَدَ , وَلَدَ , وَجَدَ , على الترتيب . فنجد كلا منها محذوف الفآء - وهو الواو فى كلها - من المضارع , مع كون عينه مكسوراً .
امٌا اذا نظرنا الى الفعلين : يَيْئَس , و لا تَوْجَلْ , وان كانا مضارعين ل : يَئِسَ و وَجِلَ من المثال لكن لم يحذف الفآء – وهو اليآء فى الأول والواو فى الثاني – منهما . فما هو السبب ؟ السبب هو ان المثال يحذف فآئه فى المضارع اذا كان واويًٌا مع كونه مكسور العين , كما رأينا فى الأمثلة . فاذا لم يكن الفعل واويٌا , او لم يكن مضارعه مكسورالعين فلا يحذف .
فظهر لنا من ذلك , ان لحذف الفآء من المضارع شرطان : 1) ان يكون الفعل واويٌاً 2) ان يكون مكسور العين فى المضارع
واذا رجعنا الى الأمثلة ونظرنا الى : وعِدْهم فى المثال السادس و عِدَةً فى السابع نجدهما محذوفى الفآء ايضاً, وذلك ان الأول صيغة امر الحاضر لوَعَدَ . وقد حذفنا الفآء –الواو – منه فى المضارع كما بيٌنٌاه هناك . وقد درسنا قبلُ , ان امر الحاضر انما يبنى من صيغة المضارع . فتبعه فى الحذف . وهكذا الحال فى النهي ايضاً
واماٌ "عِدَة " فانه مصدر لوَعَدَ , على وزن " فِعْلَة " , فان اصله " وِعْدَة ". فهذا هو الموضع الثانى الذى يحذف فيه فآء المثال , فحذف الفآء – الواو – من اوله بعد نقل حركته الى ما بعده , واتي بالتنوين فى آخره عوضاً عن التآء المحذوفة
ثم انظر الى " تُوعَدُون " فى المثال العاشر. وهو صورة مجهول " يَعِدُونَ " الذى حذف فائه . فلمَ اعيدت اللام هنا ؟ وذلك , انا علمنا انه يشترط لحذف الفآء – الواو - ان يكون مكسور العين فى المضارع . وقد ازيلت كسرة العين هنا لبنائه على المجهول , فعدم هذا الشرط , فاعيدت الواو- الفآء - المحذوفة

القاعدة:
يحذف فآء المثال فى المضارع بشرط ان يكون الفعل واويٌا مع كون مضارعه مكسور العين .
وكذلك يحذف فى الامر والنهي والمصدر الذى ورد على وزن فِعْلَة
اذا ازيلت كسرة العين فى المضارع اعيدت الفآء المحذوفة
الأجوف
(4) أحكام الماضي من الأجوف
الأمثلة:
وإذْ قال ربك للملئكة اسجدوا.
أأنت قـُلـْتَ للناس اتخذوني إلها.
إذا قالت حذام فصدّقوها.
قالوا سمعنا وأطعنا.
قلنا يا ناركوني بردا وسلاما على ابراهيم.
باع التاجر القلم بثلاث روبيات.
بعت القلم بروبيتين.
خاف الطفل الكلب ولكن البنات ما خفنَ.
البحث:
انظر إلى الأفعال : قال وباع وخاف فى الأمثلة تجد انها أفعال ماضية من الأجوف لأن عينها حرف علّة وهو الألف. ولكن إذا قارنت بين هذه الأفعال وبين سائر متصرفاتها تجد بعضها محذوف الفعل وبعضها مثبوتا. مثلا:
قال – قُلْتَ – قُلْنا – قَالَتْ – قالوا
خاف – خِفْنَ
باع – بِعْتُ
فما السبب فى ذلك؟
وذلك انه إذا تأملت "قال " فى المثال الأول و’باع‘ فى السادس و’خاف‘ فى الثامن تجدها ولم يتصل بها شيء من ضمائرالرفع المتحركة.
ولكن ’قالوا‘ فى الرابع، و’قالت‘ فى الثالث تجدهما وقد اتصلت بهما واو الجماعة وتآء التأنيث الساكنة.
فإذا تأملنا كل فعل ماض من الأجوف من هذا النوع – الذي لم يتصل به شيء من الضمائر أو اتصل به ضمائر ساكنة. تجده ولم يحذف منه العين.
ثم انظر إلى ’قلْتَ‘ فى المثال الثاني و’قلنا‘ فى الخامس، و’بِعْتُ‘ فى السابع، و’خِفْنَ‘ فى الثامن، تجدها قد اتصلت بها ضمائر الرفع المتحركة – وهي تآء الخطاب فى الأول والثالث، و’نا‘ الدالة على الفاعل فى الرابع، ونون النسوة فى الرابع. وترى هذه الأفعال محذوف العين. وهكذا تجد كل فعل من هذا النوع الذي اتصلت به ضمائر الرفع المتحركة محذوف العين.
ونرجع إلى الأفعال: قلتُ وقلنا وبعتُ وخِفْنَ مرّة اخرى، نجد بعضها مضموم الفاء كما في قُلْتُ وَقُلْنَا، وبعضها مكسورا، كما فى بِعْت وخِفْنَ. وانما نستطيع ان ندرك سبب هذا الاختلاف، اذا تأملنا أصول العين فى هذه الأفعال. فإن هذه الألفات فى الفعل ليست بأصلية بل هي منقلبة عن الواو أو الياء. فان أصل " قال " و"خاف " "قَوَلَ " و" خَوِفَ " ، واصل " باعَ " " بَيَعَ ". ولا بد أن يراعي هنا أوزان الفعل أيضا. فاما " قال " وزنه نَصَرَ (بفتح العين فى الماضي وضمها فى المضارع) فإذا تأملنا كل فعل على هذا الوزن نجده مضموم الفآء ومحذوف العين عند اتصاله بضمير رفع متحرك.
مثل صام – صُمْتُ. فإن فعَل من الواو على هذا الوزن ينقل إلى فَعُل عند اتصاله بهذه الضمائر. فأصل صُمْتُ صَوَمْتُ فنقل إلى صومت عند اتصاله بتاء المتحركة ونقلت ضمة الواو إلى الفآء لثقلها على الواو فصارت: صُوْمْتُ فالتقى ساكنان - الواو والميم - فحذف الأول – الواو – فصارت صُمْتُ.
فالأصل هكذا:
صام – صَوَمْتُ – صَوُمْتُ – صُومْتُ – صُمْتُ
وإذا تتبعنا كل فعل من الواوي على هذا الوزن نجده مضموم الفاء بعد حذف العين منه عند اتصاله بضمير رفع متحرك.
فاما نحو: "خاف " و" نام " وان كان من الواوي , ولكن وزنه " فَرِح " مكسور العين فى الماضي وفتحها فى المضارع. فلا حاجة إلى نقله إلى" فَعِل َ " ، فيثبت على فعِل مكسور العين، فيكون التآء منه مكسورا، بعد حذف العين عند اتصاله بهذه الضمائر.
مثلا خاف – خِفْتُ. فأصل خاف خَوف. ثم اتصل به تآء المتكلم من ضمائر الرفع المتحركة. فصارت خَوِفْتُ، ونقلت كسرة الواو إلى الفاء لثقلها على الواو فصارت: خِوفْتُ فالتقى ساكنان – الواو والفاء – فحذف الأول – الواو – فصارت خِفْتُ .
خاف: خَوِفْتُ – خِوْفْتُ- خِفْتُ.
فإذا تتبعنا كل فعل من الواوي على هذا الوزن – فرح – نجده مكسور الفآء بعد حذف العين عند اتصاله بهذه الضمائر.
اما إذا كان الفعل يائيا مثل باع وسار فينقل فَعَلَ مفتوح العين فى الماضي إلى فعِل مكسوره، عند اتصاله بهذه الضمائر. فيكون الفاء منه مكسورا بعد حذف العين، مثلا: بِعْتُ من باع. فان اصل باعَ بَيَعَ، واتصل به تآء المتكلم فصارت بَيَعْتُ ثم نقل إلى بيَعْتُ مكسور العين، ونقلت كسرة اليآء إلى الفآء كما ذكرنا قبل، فصارت بِيعْتُ فالتقى ساكنان - اليآء والعين – فحذف الأول – اليآء – فصارت بِعْتُ. فنجد الأصل هكذا.
باع: بَيَعْتُ – بَيِعْتُ – بِيعْتُ – بِعْتُ.
وإذا تتبعنا كل فعل من اليائي نجده مكسور الفآء بعد حذف العين عند اتصاله بهذه الضمائر.
القاعدة:
الفعل الماضي من الأجوف يثبت عينه إذا لم يتصل به شي من ضمائرالرفع المتحركة أو اتصل به ضمير رفع ساكن.
ويحذف العين إذا اتصل به شيء من ضمائر الرفع المتحركة.
ويضم الفآء عند اتصاله بضمير رفع متحركة إذا كان واويا على وزن نَصَرَ.
ويكسر الفآء عند اتصاله بضمير رفع متحركة، إذا كان على وزن فَرِحَ، أو كان الفعل يائيا مطلقا.

(5) أحكام الماضى المجهول من الأجوف
الأمثلة:
قِيلَ اذخل الجنة
وغِيضَ المآء
البحث:
تأمل الفعلين: قيل و غيض, وهما ماضيان مجهولان من قال و غاض, من الأجوف. والأول منهما واوي والثانى يائي. وقد درسنا قبل, أن الفعل الماضي يبنى للمفعول بضم فائه وكسر ما قبل الآخر. ولكن ماذا نرى هنا؟ والفآء هنا مكسورة والعين ساكنة. فلنرد الفعلين الى الاصل: قُوِلَ و غُيِضَ, فنقلت كسرة العين الى ما قبلها بعد حذف حركتها فيصيران : قِِِِِِوْلَ و غِيْضَ, ثمٌ قلبت الواو ياءً, لسكونها وكسر ما قبلها, فيصيران: قِيلَ و غِيضَ
وهكذا تجد كل فعل ماضٍ من الأجوف, مكسور الفآء, اذا بنيته للمفعول سواء كان الفعل واويٌاً او يائيًٌا
القاعدة:
الفعل الماضى من الأجوف يكسر فآئه اذا بنيته للمفعول, سوآء كان الفعل واويٌاً او يائيًٌا







( 6) أحكام المضارع فى الأجوف
الأمثلة:
يوم يقوم الناس
فآخران يقومان
لا يقومون إلا كما
والذين يبيتون لربهم
انهم يكيدون كيدا.
اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا
واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا.
النسآء الصالحات يَقُمْنَ بتربية أولادهن
المهذّبات يَعِشْنَ فى ظلال القرآن
الطالبات الذكيات لا يَخَفنْنَ الإمتحان.
البحث:
إذا تأملنا الأفعال التي تحتها خط فى الأمثلة السابقة نجد ان كلا منها مضارع من الأجوف. فإن ’يقوم‘ مضارع قام ويبيت مضارع بات وتعيش مضارع عاش ويخاف (يَخَفْنَ) مضارع خاف.
وإذا تأملنا ميزان كل واحد منها نجد ان قام من باب نصر. فإن قام أصله قوم فمضارعه يَقْوُمُ فى الأصل فنقلت ضمة الواو إلى ما قبلها – وهو القاف- لتحركها وسكون ما قبلها فصار يَقُومُ.
وكذلك بات ميزانه ضرب، فإنه فى الأصل بَيَتَ يَبْيِتُ كضرب يضرب فنقلت حركة اليآء إلى ما قبلها لثقلها بعد حذف حركة الفآء فى الماضي وقلبت اليآء ألفًا لسكونها وانفتاح ما قبلها، ونقلت حركة اليآء فى المضارع أيضا إلى ما قبله لثقلها عليه وسكون ما قبله فصار يبيتُ ( يبْيِتُ – يَبِيتُ). وكذلك الحال فى عاش يعيش.
اما يخاف (يَخَفْنَ) فإنه من باب فرح لأن أصله: خَوِف يَخْوَفُ، فنقلت حركة الواو لما قبله لثقلها عليه وسكون ما قبله ثم قلب الواو الفا لسكونه وانفتاح ما قبله فصار يخاف (يَخْوَف – يَخَوْفُ – يَخَافُ).
ولنرجع إلى هذه الأفعال فى الأمثلة مرة أخرى فنرى ان هذه الأفعال من الأول إلى السابع من الأمثلة ليس فيه تغير إلا نقل الحركة وقلب الحرف ولم يحذف منه شيء.
ولكن الأفعال: يَقُمْنَ، وَيَعِشْنَ وَيَخَفْنَ، ليست كذلك فإن أصلها يَقْوُمْنَ وَيَعِْيشْنَ وَيَخْوَفْنَ، ففيها حذف الحرف أيضا لأن الواو فى الأول والثالث محذوفة، كما أن اليآء محذوفة من يعشن. فان هذه الأفعال قد اتصلت بها نون النسوة، فعلمنا ان المضارع من الأجوف يحذف عينه اذا اتصل به نون النسوة، والسبب فى ذلك ان يَقُومُ، اذا اتصلت به نون النسوة فيلتقى الساكنان وهما العين واللام فيصير: يَقُومْنَ فيحذف الساكن الأول وهو العين – هنا الواو – فيصير ’ يَقُمْن َ‘ ويقاس على ذلك سائر الأفعال.
فنرى التغيرات هكذا:
يَقْوُمُ – يَقُومُ – يَقُومْنَ – يَقُمْنَ
يَعِيشُ – يَعِيشُ – يَعِيشْنَ – يَعِشْنَ
يَخْوَفُ – يَخَوْفُ – يَخَافُ – يَخَافْنَ – يَخَفْنَ.
القاعدة:
الفعل المضارع من الأجوف تنقل حركة العين منها إلى الفآء ويبدل العين بحسب حركة ما قبله. ويحذف العين إذا اتصلت به نون النسوة.
(7) أحكام المضارع المبني للمجهول من الأجوف
الأمثلة:
ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل
الطعام يباع فى المطعم.
البحث:
انظر إلى: " يُقال " تجد انه مضارع مبني للمجهول من ’قال‘ فالأصل فيه يُقْوَل على وزن يُفْعَلُ، فنقلت فتحة العين – الواو – إلى ما قبله لثقلها عليه وكون ما قبله صحيحي ساكنا فصار: يُقَوْل – فقلب الواو الفا لسكونها وانفتاح ما قبله. فصار: يُقَالُ
يقول: يُقْوَلُ – يُقَوْلُ – يُقَالُ.
وهكذا كل فعل مضارع من الأجوف الذي بني للمجهول، تنقل حركة العين منه إلى ما قبله مع قلب العين الفا سواء كان الفعل واويا أو يائيا.
القاعدة:
المضارع المبني للمجهول من الأجوف تنتقل حركة العين منه إلى ما قبله مع قلب العين الفا. سواء كان الفعل واويا أو يائيا.
(8) أحكام المضارع المجزوم من الأجوف
الأمثلة:
لا تَقُمْ فيه أبدًا
لا تقولوا راعنا
صوموا لرئيته
البحث:
تأمل الفعل: " لا تَقُمْ " تجد انه مضارع "قال " وقد دخلت عليه لا الناهية، الجازمة، وهو فى الأصل " تَقْوُمُ " ، فلما دخلت عليه ’لا‘ جزمت الفعل فصار: لا تَقْوُمْ نقلت ضمة العين – الواو- إلى ما قبله فصار ’لا تَقُومْ‘ فالتقى ساكنان – العين واللام – فحذف الأول – العين – فصار: " لا تَقُم ْ ". فنجد الأصل هكذا:
تَقُومُ: تَقْوُمُ – تَقُومُ – لا تَقُومْ – لا تَقُمْ
وكذلك تجد كل فعل مضارع من الأجوف الذي دخل عليه الجازم يحذف منه العين ان كان ما بعده ساكنا للالتقاء الساكنين، مثل : لم تَبِعْ ولم تَخَفْ.
واما الفعل: ’لا تَقُولُوا‘ وهو أيضا مضارع قال الذي اتصلت به واو الجماعة ودخل عليه الجازم ولكن لم يحذف منه العين لكون ما بعد ه متحركا، مثلا: لا تخافا، ولا تقولنّ ولا تبيعي.
فعلم ان المضارع من الأجوف الذي دخل عليه الجازم لا يحذف منه العين إذا كان ما بعده متحركا.
ويجرى هذا الحكم فى الأمر والنهي أيضا كما نرى فى ’صُوموا لرئيته‘ فان الأمرمن تَصُومُون : صُومُوا .
تَصومُون – صُومُوا.
القاعدة:
اذا دخل الجازم على المضارع من الأجوف يحذف عينه إذا كان ما بعده ساكنا.
ويثبت العين إذا كان ما بعده متحركا. وهذا الحكم جار فى الأمر والنهي أيضا.

(9) دخول نون التوكيد على الأجوف
الأمثلة:
او لتعُودُنَّ فى ملّتنا
ولا تقولنّ لشيء اني فاعل ذلك غدا
تالله لأكيدنّ أصنامكم
يا نسآء لا تَخَفْنَانٌِ
البحث:
الأفعال: ’لَتَعُودُنَّ‘ و’لا تَقُولَنَّ‘ لأَكِيدَنَّ، لاَ تَخَفْنَانٌ ِ ‘ كلها من الأجوف وقد دخل عليها نون الثقيلة للتوكيد. فهل ترى فيها شيئا من التغيرات؟ الجواب ’نعم‘ فإن: لَتَعُودُنَّ أصله تَعُودُون، ودخلت عليه نون الثقيلة مع لام الابتداء فحذف نون الإعراب فصار: لتَعُودُونٌَ، فالتقى فيه ساكنان – واو الجماعة ونون المدغمة – فحذف واو الجماعة فصار: لَتَعُودُنَّ
تَعُودُونَ – لَتَعُودُونَنَّ – لَتَعُودُونٌَ – لَتَعُودُنَّ
اما لا تَقُولَنَّ أصله تَقُولُ ودخل عليه النون مع لا الناهية فقُلبتْ ضمة اللام بالفتحة فصار: لا تَقُولَنَّ
تَقُولُ – لا تَقُولَنَّ
وكذلك الحال فى ’لأكيدنَّ
وأمّا ’لا تَخَفْنَان فأصله لا تَخَفْنَ، وقد اتصل به نون النسوة ودخل عليه النون مع لا للنهي فصار: لا تَخَفْنَنَّ فاجتمعت النونات نون النسوة ونونان للتأكيد وهو مكروه عند علماء التصريف فينبغي ان يحذف النون الأول – وهو نون النسوة - ولكن لا يجوز ان يحذف هذا النون لأنه ضمير لجمع الإناث والضمير لا يحذف. فأتي بألف بين هذا النون ونون الثقيلة فارقا بين النونات مع كسر نون الثقيلة فصار: لا تخَفْنَانٌِ.
تَخَفْنَ – لا تَخَفْنَنَّ – لاَ تَخَفْنَانِّ
فظهر لنا من هذا البحث ان نون الثقيلة للتوكيد اذا دخل على الأجوف تقلب ضمة اللام فتحة إذا لم يتصل بالفعل شيئ.
اما اذا اتصل به واو الجماعة فيحذف الواو مع نونه، أو اتصل به يآء المخاطبة فيحذف الياء مع النون، واما نون النسوة فلا يحذف قط، فيأتي بألف بينه وبين نون الثقيلة فارقا بين النونات مع كسر نون الثقيلة.
وإذا اتصل به ألف الإثنين فيحذف نونه دون الألف مع كسر نون الثقيلة.
القاعدة:
ان الأجوف إذا دخل عليه نون الثقيلة فيجرى عليه الأحكام الآتية:
تقلب ضمة اللام فتحة، إذا لم يتصل به شيء.
يحذف واو الجماعة ويآء المخاطبة مع نونهما.
ويؤتي بألف بين نون النسوة ونون التوكيد فارقا بين النونات.
يحذف نون المثنى دون ألفه.
(10) اسم الفاعل من الأجوف
الأمثلة:
ووجدك عائلا فأغنى
إنكم عائدون
وهو قائم يصلّى
البحث:
اذا تأملنا الكلمات: عائل وعائد وقائم من هذه الأمثلة نجد انها أسماء الفاعلين من عال وعاد وقام من الأجوف. والأول منها يائي، فإن أصل عال عيل، والثاني والثالث واويان. فإن أصل عاد عود وقام قوم. ولكن لم نر فيها العين وترى بدله همزة، فما هو السبب؟
والسبب فى ذلك ان الأجوف يقلب عينه همزة فى اسم الفاعل سواء كان الفعل واويا أو يائيا.
القاعدة:
يقلب عين الأجوف همزة فى اسم الفاعل سواء كان الفعل واويا أو يائيا.
(11) اسم المفعول من الأجوف
الأمثلة:
الأمر مخوف
الشيء مبيع
البحث:
اذا نظرنا إلى: مخوف ومبيع فى المثالين السابقين نجد انهما اسما مفعول من خاف وباع من الأجوف، فالأول واوي والثاني يائي. وقد درسنا قبل فى اسم المفعول، انه يبنى من الثلاثي على وزن مفعول فينبغي ان يقال مَخْوُوفٌ ومَبْيُوعٌ، فكيف صارا هكذا؟
وذلك، انا قلنا مرارا، ان حروف العلّة لا يحتمل الحركات لثقلها عليها، فنقلت ضمة الواو فى الأول واليآء فى الثاني إلى ما قبلهما – وهو الخاء فى الأول والباء فى الثاني- فصارا: مَخُوْوْنٌ ومَبُيْوْعٌ، فالتقى ساكنان – العين وواو المفعول – فحذف العين الذي هو الأول من الساكنين – فصارا: مَخُوف ومَبُوع، وقد قلنا ان باع يائي، ولكن مَبُوعٌ قد يلتبس هل هو من الواوي ، فينبغي أن يزال هذا الالتباس، فقلب الواو يآء وابدلت الضمة بالكسرة للمناسبة فصار مبيع.
فنجد اصلهما هكذا:
بَاع: مَبْيُوعٌ – مَبُيْوعٌ – مَبُوعٌ – مَبِيعٌ
خاف: مَخْوُوف – مَخُوْفٌ – مَخُوفٌ
وهكذا كل اسم مفعول من الأجوف يحذف العين منه بعد نقل حركته إلى ما قبله.
القاعدة:
ان اسم المفعول من الأجوف يحذف العين منه بعد نقل حركته إلى الفآء.
3) الناقص
(12) احكام الماضي من الناقص
الأمثلة:
وقال الذي نجا منهما
والليل إذا سجى
وإذا تولّى سعى فى الأرض
وإذا استسقى موسى لقومه
استغزى
رضي الله عنه
سَرُوَ الرجل
وغدوا على حرد قادرين
وإذا لقُوا الذين آمنوا قالوا آمنا
الرجال سرُوا
نجت البنت من الغرق
رضيت المرأة عن ابنها
سَرُوَت البنت
نجوا – نَجَوْتَ
سجيا – سجَيْتَ
رضِيَا – رضيتَ
سَرُوَا – سَرُوتَ
البحث:
تأمل الأفعال: نجا وسجى وسعَى واستسقى واستغزى ورَضِيَ وَسُرُوَ فىِ الطَائفة الأولى من الأمثلة تجد إنها أفعال ماضية آخرها حرف من حروف العلّة، وقد سبق ان الفعل الذي كان آخره – لامه- حرف من حرف العلة يسمى ’الناقص‘.
والفعلان: نجا وسعى من الأمثلة اصلهما نجوَ وسعَى فالأول لامه واو والثاي يآء، فلم قلبتا ألفا؟ وذلك ان الواو واليآء إذا كانا متحركين وكان ما قبلهما مفتوحا يقلبان الفا. وكتب الأول بالألف لكون الفه منقلبا عن الواو. وكتب الثاني بالياء لكونه منقلبا عن الياء.
ثم انظر هذه الأفعال مرّة اخرى، تجد انها جاءت من خمسة أبواب فإن نجا من باب نَصَر، وسجى من باب ضرب، وسعى من باب فتح، ورَضي من باب فرِح، وسرو من باب شَرُف. فظهر لنا ان الناقص يجيئ من كل الأبواب من الثلاثي المجرد. فإن كان الماضي بالألف والمضارع بالواو فهو من باب نصر نحو دعا يدعو وإن كان الماضي بالألف والمضارع باليآء فهو من باب قرب نحو رمى يرمى.
وإن كان الماضي والمضارع بالألف فهو من باب فتح نحو سعى يسعى.
وإن كان الماضي والمضارع بالواو فهو من باب شرُف نحو سَرُو يَسرُو
وإن كانا باليآء فهو من باب حسب نحو ولي يلي.
وإن كان الماضي بالياء والمضارع بالألف فهو من باب فرح نحو رضي يرضى.
اما الفعلان: استسقى واستغزى وهما أيضا من الأفعال النواقص، والأوّل استفعال من سقى والثاني من غزا، فالأول الف منقلب عن اليآء والثاني منقلب عن الواو، ولكنهما كتبتا باليآء، وذلك إن القاعدة التي ذكرنا فى كتابة الألف منحصرة فى الثلاثي المجرد، اما إذا كان الألف رابعا فصاعدا يكتب بصورة اليآء مطلقا سواء كان الفعل واويا أو يائيا.
ثم انظر إلى الفعلين: رضِيَ وسَرُوَ، تجد ان الواو والياء لم يقلبا ألفا، لأن ما قبلهما لم يكن مفتوحا. فإنه فى الأول مكسور وفى الثاني مضموم.
نرجع إلى الأمثلة فى الطائفة الثانية ونتأمل الأفعال: غَدَوا ولَقُوا وسرُوا وهي من ’غَدا‘ و ’لَقِيَ‘ و ’سَرُوَ‘ وقد اتصلت بها واو الجماعة ولكن نرى العين فى الأول مفتوحا وفى الثاني والثالث مضموما، فما السبب فى ذلك؟
وذلك، ان الأصل ’غَدَوُوا‘ وَلَقِيُوا‘ وَ’تَسُرُوا‘ على الترتيب، ثم حذف منه اللام لاتصاله بواو الجماعة، فان الناقص إذا اتصل به واو الجماعة يحذف لامه، ويبقى حركة ما قبله على حالها ان كان مفتوحا أو مضموما ويضم ان كان مكسورا. فنجد الأصل هكذا.
غدا = غَدَوُوا – غَدَوْا
لَقِيَ = لَقِيُوا – لَقِواْ – لَقُوا
سرُوَ =سرُوُوا – سرُوا
تم نرجع إلى الأفعال: ’نَجَتْ‘ و’رَضِيَتْ‘ و’تَسُروَتْ‘ فانها كما نرى من نجا ورضي وتسُروَ، قد اتصلت بها تآء التأنيث الساكنة، ولكن قد نرى بعضها محذوف اللام وآخر مثبوتا فما هو السبب؟
وذلك ان الفعل الناقص إذا اتصلت به تآء التأنيث الساكنة يحذف اللام ان كان ما قبله مفتوحا مثلا: نجا – نَجَتْ وأصله نَجَوَتْ.
اما إذا لم يكن ما قبله مفتوحا فيثبت اللام مثلا:
رَضِيَ – رَضِيَتْ، و سرُوَ – سرُوتْ.
ثم نتأمل الأفعال فى الطائفة الرابعة، تحب الأفعال بعينها ولكن قد اتصلت بها الف الاثنين وتآء المتحرك، فهل نرى فيها من تغير؟ نعم. نرى كل فعل من الأفعال التي آخرها الف قد ردّت الفها إلى أصلها، عند اتصالها بهذه الضمائر مثلا: نجا – نجوا فالألف قد انقلب واوا لأنه هو الأصل وكذلك الأمر فى سجَى –سجَيَا فانقلب الألف هنا يآء لكونه هو الأصل. وهكذا الحال اذا اتصل بالناقص شيء من ضمائر الرفع المتحركة.
القاعدة:
يقلب لام الناقص الفا ان كان متحركا وكان ما قبله مفتوحا سواء كان الفعل واويا أو يائيا.
ويكتب الألف بصورة اليآء ان كان منقلبا عن اليآء
ويكتب بصورة الألف ان كان منقلبا عن الواو
الفعل الناقص اذا اتصلت به واو الجماعة يحذف منه اللام. ويبقى حركة اللام على حالها ان كانت مفتوحة أو مضمومة. ويضم ان كانت مكسورة.
ويحذف اللام أيضا إذا اتصل به تآء التأنيث الساكنة مع كون ما قبلها مفتوحا.
ويرد الألف إلى أصلها إذا اتصل بها شيء من ضمائر الرفع المتحركة. ويرد إلى اليآء مطلقا إذا كان رابعا فصاعدا.
الفعل الناقص يجيء من أبواب الخمسة من الثلاثي المجرد.
إن كان من باب نصر وتكسر إن كان من بابي ضرب وفرح.

(13) احكام المضارع من الناقص
الأمثلة :
يدعُو لمن ضرٌه أقرب من نفعه
قل لا يستوِى الأعمى والبصير
يسعَى الفتى لأمور ليس يدركه
اذا ضاق ص\ر المرإ لم يصفُُ عيشه
لا تمْشِ فى الأرض مرحا
ولم ارَ فى الاعدآء حين اختبرتهم عدوٌا
ما اجمل ان يضحٌيَ المسلم نفسه فى سبيل عقيدته
ولن ندعوَ من دون الله احداً
ولن ترضَى عنك اليهود ولا النصارى
أجْمِلْ بأن يُقْتَدَى بالعلمآء الصالحين
ولا تُلْقُوا بايديكم الى التهلكة
ولا تنسَوا الفضل بينكم
ولا تنيا فى ذكري
وعلى المؤمنات ان لا يدعُون إلاٌ الله
وعلى الطالبات ان يرضَيْنَ بالله ربٌا
ايتها المؤمنات , لا تمْشِينَ فى الأسواق
انتِ لا تدَْعِينَ مع الله الهاً آخر
يا فاطمة, لا تسعَيْ فى سبيل الشيطان
ايتها البنت , ان تُبْدِى زينتك شرٌ عليك
البحث:
تأمل الأفعال التى تحتها خط فى الطائفة الأولى من الأمثلة , تجد انها أفعال مضارعة من الناقص و ولم تسبقها شيئ من الجوازم والنواصب . فهي مرفوعة كما عرفت , ولكن اين علامات الرفع فيها ؟ فإذا بحثت تجد ان اواخر كل منها ساكنة . واذا تتبعت كل مضارع مرفوع من هذا النوع تجده ساكناً هكذا . فظهر ان علامة الرفع فى الناقص سكون آخره .
ثمٌ انظر الأفعال التى تحتها خط فى الطائفة الثانية من الأمثلة , تجد ان كلا منها مسبوق بالجوازم , مثلاً : "يَصْْفُ " , فى المثال الأول منها , فانه مسبوق ب " لَمْ " , وكذلك "لا تَمْشِ " فى المثال الثانى منها , وهو مسبوق ب " لا " الناهية , ولكن اين علامات الجزم فيهما ؟ اذا تأملت اواخر كل منهما تجد ان اللام ساقط فيها . واذا بحثت سبب هذا السقوط لم تجد إلاٌ انها مجزومة , فإنك ان تتبعت كل فعل من هذا النوع تجد ساقط اللام هكذا . فظهر ان علامة الجزم فى الناقص سقوط اللام .
نرجع الآن الى الافعال الناقصة فى الطائفة الثالثة من الأمثلة , نجد انها مسبوقة بالنواصب , مثلاً : ان يضحٌيَ , فى المثال الاول منها , فانه منصوب ب " أنْ " الناصب , وتجد آخره مفتوحاً . وكذلك " لن ندعوَ " فى المثال الثانى منها , وهو ايضاً مفتوح آخره , ونجد ايضاً ان آخر الأول هو الياء وآخر الثانى هو الواو, فاذا تتبعت كل فعل من هذا النوع الذى كان آخره واواً او يآءً , تجد اللام مفتوحاً . فظهر ان علامة النصب فى الناقص فتح آخره , ان كان آخره واواً او ياءً .
امٌا اذا نظرنا الى " ولن ترضَى " , و " بأن يُقْتَدَى " فى المثال الثالث والرابع , نجدهما ايضاً مسبوقين ب " ان " الناصب , ولكن لا نجد آخرهما مفتوحاً , فما هو السبب ؟ وما هي علامة النصب فيهما ؟ وذلك , اننا نجد ان آخر كل منهما الف , وقد عرفنا قبلُ , ان الالف لا يحتمل من الحركات شيئاً , بخلاف الواو و الياء , فانهما يحتملان الفتح فقط . فاذا تتبعنا كل فعل من هذا النوع , الذى كان آخره الفاً , نجد آخره ساكنا عند النصب . فظهر ان علامة النصب فيها سكون آخره .
ولنرجع الى الأفعال الناقصة فى الطائفة الرابعة من الأمثلة , وهي : "ولا تُلْقُوا " , و " ولا تنسَوا ", فى المثال الأول والثانى , نجدها متصلة بواو الجماعة . فاذا جردنا هذه الأفعال من الواو وعوامل الجزم والنصب نجدها هكذا : تُلْقِى , و تَنْسَى , على الترتيب . وقد ذكرنا فى احكام الماضى من الناقص انه اذا اتصل واو الجماعة بالناقص يحذف منه اللام وتبقى حركة ما قبله على حالها ان كان ما قبله مفتوحاً او مضموماً ويضم ان كان مكسوراً , فهذا الحكم جارٍ هنا ايضاً . فأصل : " لا تُلْقُوا " تُلْقِيُونَ , فحذف اللام – وهو الياء – لاتصاله بواو الجماعة , فصار : تُلْقِونَ , وابدلت كسرة ماقبله بالضمة , فصار : تُلْقُونَ , وذخلت عليه " لا " الناهية فجزمت الفعل بحذف النون من آخره , فصار : لا تُلْقُوا . فنجد الاصل هكذا :
أَلْقَى : تُلْقِيُونَ ← تُلْقِونَ ← تُلْقُونَ ← لا تُلْقُوا
وهكذا نجد كل فعل مضارع من الناقص , محذوف اللام , عند اتصاله بواو الجماعة
ثمٌ انظر الأفعال التى تحتها خط فى الطائفة الخامسة من الأمثلة , تجدها ايضاً من الأفعال الناقصة , وقد اتصل كل منها بنون النسوة . مثلا : " ان لا يدعُون " فى المثال الأول منها , اذا جردته من نون النسوة و" لا " الناهية تجده : يَدْعُو , وكذلك , يرضَيْنَ , و " لا تمْشِينَ , تجدهما : يرضى و تمشِى عند تجردهما من النون , فهل ترى من تغير فيها عند اتصاله بنون النسوة ؟ لا ! فانه لم يحدث فيه شيئ ولم يتغير :
يدعًو + ن = يدعُونَ , يرْضَى + نَ = يَرْضَيْنَ , تَمْشِى + نَ =تَمْشِينَ
فظهر ان المضارع من الناقص اذا اتصلت به نون النسوة لا يحدث فيه تغيٌر
نرجع اخيراً الى الأفعال التى تحتها خط فى الطائفة السادسة من الأمثلة , نجدها ايضاً من الأفعال الناقصة , وقد اتصلت بها ياء المخاطبة , فاذا تأملنا : لا تدَْعِينَ نجد اصله تَدْعُوِينَ , فكيف صار هكذا ؟ وذلك , ان الناقص يحذف لامه عند اتصاله بياء المخاطبة وتبدل ضمة ما قبله بالكسرة لمناسبة الياء , فهنا , حذف اللام من تَدْعُوِينَ - وهو الواو – لاتصاله بياء المخاطبة , فصار : تَدْعُيْنَ , فابدلت ضمة العين بالكسرة لمناسبة الياء , فصار : تَدْعِينَ , فتجد الأصل هكذا :
تدعو : تَدْعُوِينَ ← تَدْعُيْنَ ← تَدْعِينَ
وكذلك " تَسْعَىْ " فان وزنه تَفْرَحِينَ , فاصله تَسْعَيِينَ , حذف اللام - وهو الياء الأول هنا - لاتصاله بياء المخاطبة , فصار : تَسْعَيْنَ , , وذخلت عليه " لا " الناهية فجزمت الفعل بحذف النون من آخره , فصار : لا تَسْعَىْ
تَسْعَى : تَسْعَيِينَ ← تَسْعَيْنَ ← لا تَسْعَىْ
ولكن لم تبدل حركة ما قبل اللام هنا , وهكذا كل ناقص مضارع , آخره الف وقد اتصل به ياء المخاطبة , يحذف منه اللام وتبقى فتحة ما قبله علىحاله . وامٌا " ان تُبْدِى "فى المثال الثالث منها , فان وزنه " تُكْرِمِينَ " , فالأصل : تُبْدِيِينَ , وحذف اللام – وهو الياء الأول - لاتصاله بياء المخاطبة , فصار : تُبْدِينَ , وذخلت عليه " ان " الناصبة فنثبت الفعل بحذف النون من آخره , فصار : ان تُبْدِي
تُبْدِي : تُبْدِيِينَ ← تُبْدِينَ ← ان تُبْدِي
ولم تبدل حركة ما قبل اللام هنا ايضاً , فظهر ان كل فعل مضارع من الناقص الذى آخره ياء , يحذف اللام منه وتبقى كسرة ما قبله على حالها , عند اتصاله بياء المخاطبة .
القاعدة :
المضارع من الناقص يسكن لامه عند الرفع , سوآء كان آخره واواً او يآءً او الفاً
ويفتح عند النصب , اذا كان آخره واواً او يآءً
ويثبت اللام ساكناً اذا كان آخره الفاً
ويحذف اللام منه عند اتصاله بواو الجماعة , فيضم ما قبله , ان كان ما قبله مكسوراً
وتبقى حركة ما قبله على حالها ان كان مفتوحاً او مضموماً
ويحذف اللام منه عند اتصاله بياء المخاطبة , فيكسر ما قبله , ان كان ما قبله مكسوراً او مضموماً
وتبقى الفتحة على حالها ان كان ما قبله مفتوحاً
ولا يحذف شيئ منه عند اتصاله بنون النسوة


****************************************

(14) دخول نون التوكيد على الناقص
الأمثلة :
يا خليلُ , لا تدْعُوَنٌَ الناس الى سبيل الباطل
يا غلامُ , لا تبْكِيَنٌَ على ما فات
يا زيدُ , لا تَسْعَيَنٌَ إلا فى الخير
ولَنَبْلُوَنٌَكُمْ بشيئ من الخوف والجوع
فلَنُوَلٌِيَنٌَك قبلة ترضاها
المسلمون لَيَدْعُنٌَ الناس الى سبيل ربهم
القضاة لَيَقْضُنٌَ فى مشكلات المسلمين
لَتَرَوُنٌَ الجحيم
لَتُبْلَوُنٌَ فى اموالكم وانفسكم
يا فاطمة , لَتَدْعِنٌَ الى سبيل ربك
يا ليلى , لَتَرْمِنٌَ الجمرة فى الحج
يا خديجة , لا تَخْشَيِنٌَ الا الله
المؤمنات لَتَسْعَيْنانٌِ فى الخير
لَتَرْمِينانٌِ فى الحج
لَتَدْعُونانٌِ الى الاسلام
البحث :
انظر الى الافعال الناقصة فى الأمثلة , تجد انها ذخلت عليها نون التوكيد .
وتأمل هذه الأفعال فى الطآئفة الأولى من الأمثلة , تجدها ولم يتصل بها شيئ من ضمآئر الرفع المتصلة , فاذا جردتها من هذه النون تجدها محذوف اللام . فان : لا تدْعُوَنٌَ , مثلاً , فى المثال الثانى , هو " لا تَدْعُ " عند تجرده من النون , وكذلك " لا تبْكِيَنٌَ " , وهو " لا تَبْكِ " , و " لا تَسْعَيَنٌَ " وهو " لا تَسْعَ " عند التجرد . فان هذه الأفعال مسبوقة بالجوازم , وجزمها بحذف اللام , كما درسنا قبلُ . ولكن هذا اللام أُعيد هنا مفتوحاً لمٌا ذخلت عليه نون التوكيد , وتجد الألف قد انقلب ياءً فى " لا تَسْعَيَنٌَ " . فهكذا , كل فعل ناقص لم يتصل بها شيئ من ضمآئر الرفع المتصلة , تجد اللام فيه مفتوحاً , اذا ذخلت عليه نون التوكيد . فان كان اللام الفاً ينقلب ياءً . ويثبت الواو والياء على حالهما .
اما اذا اتصلت به واو الجماعة , فيحذف منه واو الجماعة مع نون الإعراب – وهو نون امثلة الخمسة – كما نراه فى الطآئفة الثانية من الأمثلة . فان " لَيَدْعُنٌَ " مثلاً , اذا جردناه عن نون التوكيد , وجدناه : يَدْعُونَ . فلما ذخلت عليه نون التوكيد مع لام الإبتداء صار الفعل : لَيَدْعُونَنٌَ , على الاصل , وحذف واو الجماعة مع نون الإعراب , فصار : لَيَدْعُنٌَ . فنجد الاصل هكذا ملخصاً :
يَدْعُو : يَدْعُوُونَ ← يَدْعُونَ ← لَيَدْعُونَنٌَ ← لَيَدْعُنٌَ
وكذلك " لَيَقْضُنٌَ " فى المثال الثانى , اصله يَقْضِيُونَ , فصار : يَقْضُونَ , كما درسنا قبلُ , وذخلت عليه نون التوكيد , فحذف واو الجماعة مع نون الإعراب , فصار : لَيَقْضِنٌَ , وابدلت كسرة ما قبل اللام بالضمة , لما مر , فصار : لَيَقْضُنٌَ . واذا بحثنا سبب سقوط واو الجماعة هنا , نجد ان سببه التفاء الساكنين , وهما الواو ونون المدغمة من نونى التوكيد . فنجد الاصل هكذا ملخصاً :
يَقْضِي : يَقْضِيُونَ ← لَيَقْضُونَنٌَ ← لَيَقْضُنٌَ
اما اذا نظرنا الى الفعلين : لَتَرَوُنٌَ " و " لَتُبْلَوُنٌَ " , فى الأمثلة من هذه الطائفة , نجد ان الواو موجودا فيهما مضموماً , فما هو سبب ثبوته ؟ ولمَ لم يحذف ؟ وذلك , ان سبب سقوط الواو كان هو التقاء الساكنين , وهو وان كان موجوداً هنا ايضاً ولكنٌَ مانعا من الحذف ايضاً موجود هنا . فان " لَتَرَوُنٌَ " اصله " ترْئَيُونَ " .وحذفت منه الهمزة للخفة بعد نقل حركتها الى ما قبلها , كما سيجيئ فى " المهموز " ان شاء الله , فصار : " تَرَيُونَ " .فلما ذخلت عليه نون التوكيد مع لام الإبتداء صار : لَتَرَيُونَنٌَ . وحذف نون الأعراب مع اللام – الياء - , لذخول نون التوكيد عليه فصار : لَتَرَُونٌَ , فالتقى ساكنان – الواو والنون المدغمة – فينبغى ان يحذف الساكن الأول – الواو – ولكن ما قبله مفتوح , وهو مانع من حذفه , فلم يحذف , ولكن التقاء الساكنين مما لا يجوز عند علماء التصريف , فأعطِيَ الواو حركة مناسبة له – وهي الضمة – فصار : لَتَرَوُنٌَ " . فتجد الاصل هكذا :
رأى : ترْئَيُونَ ← تَرَيُونَ ← لَتَرَيُونَنٌَ ← لَتَرَونٌَ ← لَتَرَوُنٌَ
وهكذا الحال فى " لَتُبْلَوُنٌَ " :
أَبْلَى : تُبْلَيُونَ ← تُبْلَون ← لَتُبْلَونَنٌَ ← لَتُبْلَونٌَ ← لَتُبْلَوُنٌَ
فظهر لنا ان الفعل الناقص اذا ذخلت عليه نون التوكيد مع اتصاله بواو الجماعة يحذف منه نون الإعراب , ويحذف معه واو الجماعة ايضاً للتقاء الساكنين , اذا لم يكن ما قبله مفتوحاً , اما اذا كان ما قبله مفتوحاً فيثبت اللام مع حركة مناسبة له
ولنرجع الى الأفعال فى الطائفة الثالثة من الأمثلة , نجد الأفعال متصلة بنون التوكيد مع ياء المخاطبة . ففعل : " لَتَدْعِنٌَ " اصله : تَدْعُوِينَ , من دعا يدْعُو, فحذف اللام – الواو – لاتصاله بياء المخاطبة , فصار : تَدْعُيْنَ , وابدلت ضمة ماقبله – العين – بالكسرة , لما مرٌَ , فصار : تَدْعِينَ , ودخلت عليه نون التوكيد مع لام الإبتداء , فصار : لَتَدْعيِنَنٌَ , وحذف نون الإعراب , لاتصاله بنون التوكيد , فصار : لَتَدْعيِنٌَ , فالتقى ساكنان – الياء ونون المدغمة – فحذف الساكن الأول – الياء – فصار : لَتَدْعِنٌَ . فنجد الأصل هكذا :
دعا : تَدْعُوِينَ ← تَدْعُيْنَ ← تَدْعِينَ ← لَتَدْعيِنَنٌَ ← لَتَدْعيِنٌَ ← لَتَدْعِنٌَ
وهكذا الحال فى : لَتَرْمِنٌَ فى المثال :
رمَى : تَرْمِيِينَ ← تَرْمِينَ ←َ لَتَرْمِينَنٌَ ← َ لَتَرْمِينٌَ َ ← َ لَتَرْمِنٌَ
ففى هذين المثالين نجد ياء المخاطبة محذوفا مع نون الإعراب , عند اتصاله بنون التوكيد , لالتقاء الساكنين , كما رأينا فى بحث واو الجماعة .
ام فعل " لا تَخْشَيِنٌَ " فى المثال , فلم يحذف منه الياء , وان كان المانع موجوداً , فالمانع هو التقاء الساكنين , وهو موجود هنا ايضاً , فان اصله : تَخْشَيِينَ , فحذف اللام – الياء الأول – لما مرٌَ , فصار : تَخْشَيْنَ , وذخلت عليه نون التوكيد مع " لا " الناهية , فصار : لا تَخْشَيْنٌََ , فالتى ساكنان – الياء ونون المدغمة – ولكن لم يحذف الساكن الأول – الياء – لكون ما قبله مفتوحاً , كما مرٌَ فى واو الجماعة . فأثبت الياء مع حرمة مناسبة له – الكسرة – فصار : لا تَخْشَيِنٌَ . فنجد الأصل هكذا :
خَشِيَ : تَخْشَيِينَ ← تَخْشَيْن َ ← لا َتَخْشَيْنٌََ ← لا تَخْشَيِنٌَ
فظهر انه , انما يحذف ياء المخاطبة مع نون الأعراب عند اتصاله بنون التوكيد , اذا لم يكن ما قبله مفتوحاً , فان كان ما قبله مفتوحاً يبقى الياء مكسوراً
القاعدة :
اذا ذخلت نون التوكيد على الناقص يجري عليه ما جرى على الصحيح من الأحكام , عند دخوله عليه . وفوق ذلك :
يعود اللام المحذوف مفتوحاً
ينقلب الألف ياء , اذا كان اللام الفا
يحذف نون الإعراب مطلقاً
يحذف معه واو الجماعة , اذا لم يكن ما قبله مفتوحاً , مع حركة مناسبة له , وهي الضمة
ويحذف ياء المخاطبة ايضاً مع النون اذا لم يكن ما قبله مفتوحاً
ويثبت مع حركة مناسبة – وهي الكسرة – اذا كان ما قبله مفتوحاً
(14) أحكام اسم المفعول من النّاقص
الأمثلة:
المرجو منكم ان تتفضلوا بزيارتنا
كنت نسيا منسيّا
البحث:
انظر إلى الكلمتين: المرجوّ و منسيّ فى المثالين، تجد انهما اسم مفعولين من رجا ونسي، من الناقص، وقد عرفنا ان اسم المفعول يبني من الفعل على وزن مفعول، فعلى هذا تجد الأصل فيهما: مَرْجُووٌ ومَنْسُويٌ، فاجتمع حرفان من جنس واحد – الواوان – والأوّل منهما ساكن والثاني متحرك، فيدغم الأوّل فى الثاني، فصار مَرْجُوٌّ، وأما مَنْسِيٌّ، فإن أصله مَنْسُويّ كما رأينا، فاجتمع الواو والياء فى كلمة وكانت الأولى منهما ساكنة، فإذا كان كذلك، فيقلب الواو يآء ويدغم اليآء الأول فى الثاني فيصير: مَنْسُيّ ويبدل الضمة بالكسرة للمناسبة – فصار، منسيّا.
وهكذ تجد كل اسم مفعول من الناقص اما أن يكون لامه واوا وأما أن يكون يآء فان كان واوا يدغم واو المفعول فى اللام الذي هو الواو. وإن كان يآء فيقلب الواو يآء ويدغم اليآء فى اليآء. وتقلب الضمة بالكسرة للمناسبة.
القاعدة:
ان اسم المفعول من الناقص يدغم واو المفعول منه فى الواو – لام الفعل – ان كان آخره واوا.
وإن كان آخره يآء فيقلب واو المفعول يآء ويدغم فى اليآء الذي هو اللام وتبدل الضمة بالكسرة للمناسبة.







اللفيف المقرون
الامثلة :
روى ابوهريرة هذا الحديث
روت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
الثقات رووا هذا الحديث
ابوهريرة وانس رويا هذا الحديث
دوِيَ الرجل
الرجال دوُوا
حيِيَ الرجل حياة طيبة
ويَحْيَى من حيٌَ عن بينة
1)قوِيَ الرجل
البحث :
تأمل الأفعال فى الأمثلة , تجد ان عينها ولامها من حروف العلة . وقد علمت قبلُ , ان هذا النوع من الأفعال يسمى " اللفيف المقرون " .
ثم تأمل الأفعال من الطآئفة الأولى من الأمثلة , تجد ان عينها واو ولامها ياء . وتجد ايضاً ان كلا من هذه الافعال انما جائت من باب " ضرب " . فاذا قارنت بينها وبين الأفعال الناقصة التى سبقت , ادركت ان احكام الناقص تجري هنا ايضاً .
ف" روى " فى المثال الاول , قلبت يائه الفاً لكونها متحركة مع انفتاح ما قبلها , كما فى " رمَى " الناقص . وحذف الألف من " روَتْ " فى المثال الثانى منها , لاتصاله بتاء التأنيث الساكنة , كما فى " رمَتْ " . وحذف اللام من " روَوْا " فى المثال الثالث , لاتصاله بواو الجماعة , كما فى " رمَوْا " .
وكذلك " دَوِيَ " و " دَوُوا " فى المثال الأول والثانى من الطائفة الثانية , تجد انهما جائا من باب " فرِحَ " وموافقان ل "رضِيَ " الناقص , فى الأحكام .
ثم انظر الفعل : " حَيِيَ " فى المثال الاول من الطائفة الثالثة , وقارنه ب " حَيٌَ " فى المثال الثانى منها , تجد انهما فعل واحد , ولكن لم تدغم الياء الأول فى الثانى فى المثال الأول , بخلافه فى الثانى , فانه ادغم فيه . فنستطيع ان نستنبط منها : ان اللفيف المقرون الذى كان عينه ولامه ياء , يجوز فيه الإدغام , وهذا شائع فى القرآن كما فى : ويَحْيَى من حيٌَ عن بينة .
ثم انظر الفعل : " قوِيَ " فى المثال الآخر , تجده من باب " فرِحَ " ايضاً . واذا نظرت الى مصدره : " قُوٌَة " تجد ان عينها واو ولامها ايضاً واو . فان علماء التصريف قد التزموا , فى مثل هذه الأفعال التى كان عينها ولامها واوين , كسر العين , فيقولون : " قَوِوَ " . وهذا ليقلب واو الأخير ياء , دفعاً للثقل , فيقولون : " قَوِيَ " .
فيفهم من هذا , ان الفعل كان عينه ولامه واوين , يجب قلبه الى " فَعِلَ " مكسور العين , وقلب الواو الثانى ياء
القاعدة :
الفعل الذى كان عينه ولامه من حروف العلة يسمى " اللفيف المقرون "
وانما يرد هذا النوع من بابى " ضرب " و " فرِحَ "
ويجرى على هذا النوع من الفعل ما جرى على الناقص من الأحكام
واذا كان عينه ولامه يائين يجوز ادغام الأول فى الثاني
* واذا كانا واوين يجب قلب الفعل الى " فَعِلَ " مكسور العين , وقلب الواو الثانى ياء , ولا يجوز الإدغام
**********************************
(16) اللفيف المفروق
الأمثلة :
من وقَى من الذنوب يأمن عن العذاب
الرجلان وَقَيا عن الذنوب
ومن يَقِ السيئات فقد احرز دينه
قِ على ظلعك
صنْ نفسك عن الخطإ وقِهْ
يا زيدُ , قِيَنٌَ نفسك عن الذنوب
1) وجِيَ الفرس - ايجَ
2) من ولِيَ الفاجر يليه فجوره - لِ
تامل الفعل : " وقَى " من المثال الأول فى الطائفة الأولى , تجد ان فائها ولامها من حروف العلة . وكذلك الفعلان : " وجِيَ " و " ولِيَ " من المثالين الأول والثانى فى الطائفة الثانية . وكل فعل من هذا النوع يسمى " اللفيف المفروق " .
ثم اعد النظرة الى : " وقَى " من حيث التغيرات التى عرضت الفعل فى احوال مختلفة , مثلاً : "وَقَيا " من المثال الثانى فى الطائفة الأولى , تجد انها اتصلت بها الف الإثنين , فقلب الفه ياء , التى هي الاصل . وكذلك " يَقِ " من المثال الثالث فى الطائفة الأولى , وهو مضارع " وقَى " , المجزوم لدخول اداة الشرط عليه . وهذا الفعل من باب " ضَرَبَ " , فينبغى ان يكون الأصل : " يَوْقِى " . فحذف منه الفاء – الواو – لكون الفعل واويٌاً مع كون مضارعه مكسور العين , كما درست فى باب " المثال " , قبلُ . وحذف ايضاً اللام – الياء – للجزم . فتجد الأصل هكذا :
وَقَى : يَوْقِى ← يَقِى ← يَقِ
وكذلك كلمة : " قِِ " فى المثال الرابع منها , وهو امر الحاضر من " وَقَى يَقِى " . فحذف منه الفاء واللام , لما مرٌَ , وحذف ايضاً حرف المضارعة , لبناء الأمر , كما فهمت فى باب " امر الحاضر " قبلُ . فبقي الفعل على حرف واحد : " قِِ " . فتجد الاصل هكذا :
وَقَى : تَوْقِى ← تَقِى ← قِى ← قِِِ
فاذا تاملت هذه التغيرات مع احوالها تستطيع ان تفهم ان احكام المثال والناقص قد اجتمعت فى هذا النوع من المعتل . فان حذف الفاء من الواوي , لكون مضارعه على يفعِلُ مكسورالعين , هو حكم المثال بعينه , كما فهمت فى باب " المثال " , قبلُ . وكذلك حذف اللام عند الجزم , هو حكم الناقص بعينه .
ففهم من هذا , ان حكم فاء اللفيف المفروق هو حكم فاء المثال , وان حكم لامه هو حكم لام الناقص .
ثم انظر كلمة : " قِهْ " فى المثال الرابع , تجد انه امر الحاضر من " وَقَى يَقِى " , كما راينا آنفاُ , فمن اين هذا الياء , الذى اتصل به ؟ وذلك انهم يكرهون الوقف على حرف واحد , فيصلون بها هاء السكتة عند الوقف .
وهذه الاحكام جارية , اذا كان الفعل من باى " ضَرَبَ " و " حَسِبَ " . اما اذا كان من باب " فَرِحَ " فيرد عليه احكام الناقص , فقط , كما ترى فى " وَجِيَ " فى المثال الأول من الطائفة الثانية .
فان اتصلت به نون التوكيد , يعود اليه اللام المحذوف , كما تراه فى " , قِيَنٌَ " فى المثال السادس .
القاعدة :
الفعل الذى كان فائه ولامه من حروف العلة يسمى " اللفيف المفروق " .
وهذا النوع من المعتل يرد من ابواب : " ضَرَبَ " و " حَسِبَ " و " فَرِحَ "
ويجري عليه حكم فاء المثال وحكم لام الناقص , اذا كان الفعل من بابى " ضَرَبَ " و " حَسِبَ " .
واذا كان من باب " فَرِحَ " فيرد عليه احكام الناقص , فقط
ويتصل به هاء السكتة عند الوقف , اذا صار على حرف واحد
***************************************
(17) المهموز
الأمثلة :
أُمرتُ ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله
سأل سائل بعذاب واقع
بدأت ببسم الله
واسئلْ القرية
سلْ بنى اسرائيل
آمنت بالله
الإيمان ان تؤمن بالله
أومن بالله
الى الهدى ائتنا
2) ومنهم من يقول ائذن لى
3) فليؤدُِ الذى ائتُمِنَ
مروا الصبي بالصلوة اذا بلغ سبع سنين
خذوا ما اتيناكم بقوة
كلوا واشربوا
وأمر اهلك بالصلوة
البحث :
تأمل الكلمات : أمر , سئل , بدأ فى الطائفة الأولى من الامثلة , تجد انها افعال صحيحة , ولكن كان احد حروفه الاصلية همزة . ففى الأول وقعت الهمزة فاءً وفى الثانى عيناً وفى الثالث لاماً . فهذا النوع من الأفعال يسمى " المهموز " .
واذا تأملت احكام الافعال المهموزة , تجد انها احكام الفعل الصحيح , لأن الهمزة حرف صحيح , ولكن لها احكام مستقلة فوق ذلك , منها ما يلى :
* ان الهمزة قد تخفف , اذا وقعت غير الأول , لأنها حرف شديد من اقصى الحلق , ويعلم هذا بالمقارنة بين و" اسئلْ " و " سَلْ " فى المثال الأول والثانى من الطائفة الثانية , والاول امر الحاضر من سَئَلَ يَسْئَلُ , كما هو ظاهر , ولكن الثانى ما هو ؟ واذا تأملت معناه تجد انه معنى " اسئلْ " , بعينه . فما هو الفعل الذى اشتق منه هذا الفعل ؟ والحق انه هو سَئَلَ , بعينه . ولكن خففت همزته فصار : سال يسالُ , فاذا بنيت منه الأمر تقول : سَلْ , كما عرفت من باب امر الحاضر .
وكذلك الحال فى : آمنت و الإيمان و أومن فى الطائفة الثالثة , فان الاول أفعلَ من " أَمِنَ " فالأصل : أَأْمَنْتُ , فخففت الهمزة الثانية وقلبت الفاً , لأن الهمزتين اذا التقتا فى كلمة واحدة وكانت الاولى منهما ساكنة , وجب قلبها بجنس حركة ما قبلها . فان كانت حركة ما قبلها فتحة تقلب بحرف الفتحة – الالف – كما هنا , وان كانت ضمة تقلب بحرف الضمة – الواو – كما فى أُومِنَ فى المثال , فاصله : أُأْمِنَ , وان كانت كسرة تقلب بحرف الكسرة – الياء – كما فى الإيمان , اصله : إِأْمَان
فان كانت الاولى منهما همزة الوصل , تعود الهمزة المنقلبة همزةً اصليةً عند الوصل , اذا كان ما قبلها متحركاً , كما فى الامثلة , مثلاً , إِأْتِنا , فى المثال الاول منها , فانه امر الحاضر من أتَى يأْتِى , فالاصل : إِأْتِنا , فلما التقتا الهمزتان مع كون الثانية ساكنة قلبت الثانية ياءً , فصار : إِيتِنا , فالهمزة الباقية هنا همزة وصل , كما تعرف . فلما اتصل الفعل بالهدى , سقطت همزة الوصل , فارتفع التقاء الساكنين حينئذٍ , فلا تبقى علة القلب , فتعود الهمزة المنقلبة , فصار : ائْتِنا – الى الهدى ائتنا . فتجد الاصل هكذا :
أتَى : إِأْتِنا ← إِيتِنا ← الى الهدى ائتنا
وكذلك الحال فى " ائذن " فى المثال الثانى منها , فتجد الاصل فيه هكذا :
أَذِنَ : إِأْذَنْ ← إِيذَنْ ← يقول ائْذَنْ لى
وفى المثال الثالث تجد الاصل هكذا :
أَمِنَ : أُأْتُمِنَ ← أُوْتُمِنَ ← الذى ائْتُمِِنَ
ثم انظر الى الأمثلة الثلاثة الاولى من الطائفة الرابعة , تجد المهمور فيها محذوفة الهمزة من اولها . ف " مُرُوا " فى المثال الاول , امر من " أَمَرَ يَأْمُرُ " , فكان القياس ان يقال : أُومُرْ , على ما مر من الاحكام , ولكن الهمزة حذفت هنا , على غير القياس , لكثرة الاستعمال .
وكذلك الحال فى " خُذُوا " و " كُلُوا " فى المثال الثانى والثالث منها
وقد تجيئ هذه الافعال على الاصل عند الوصل , كما فى " وأْمُرْ " فى المثال الرابع منها
القاعدة :
الفعل الذى كان احد حروفه الاصلية همزة يسمى " المهموز "
وحكمه فى تصاريف فعله كحكم الصحيح , لأن الهمزة حرف صحيح
وقد تخفف الهمزة غير الاولى
اذا اجتمعت همزتان فى كلمة وكانت الثانية منهما ساكنة , وجب قلب الثانية منها بجنس حركة ما قبلها , فان كانت حركة ما قلبها فتحة تقلب الهمزة الفاً , وان كانت ضمة تقلب واواً , وان كانت كسرة تقلب ياءً , فان كانت الهمزة الأولى همزة وصل تعود الهمزة المنقلبة همزةً اصليةً عند الوصل
وقد تحذف الهمزة من الأول , لكثرة الإستعمال , على غير قياس , وقد تجيئ هذه الأفعال على الأصل عند الوصل
وينقسم المهموز الى ثلاثة اقسام :
مهموز الفاء : ويجيئ من خمسة ابواب ( نَصَرَ , ضَرَبَ , فَتَحَ , فَرِحَ , شَرُفَ )
مهموز العين : ويجيئ من اربعة ابواب ( ضَرَبَ , فَتَحَ , فَرِحَ , شَرُفَ )
مهموز اللام : ويجيئ من خمسة ابواب ( نَصَرَ , ضَرَبَ , فَتَحَ , فَرِحَ , شَرُفَ )
(18) اسم الفاعل من المهموز
الامثلة :
مررتُ برجلٍ جاءٍ من المدينة
هذا الرجل ساءٍ الى الناس
البحث :
انظر الكلمتين : " جاءٍ " و " ساءٍ " فى الامثلة المتقدمة , تجد انهما اسما فاعلين من " ساءَ " و " جاءَ " , وهذان الفعلان مهموزان , كما عرفت , لان اللام منهما همزة . ومع ذلك انهما اجوفان ايضاً , لان العين منهما الف , كما رأيت , وقد عرفت فى باب الاجوف , ان الاجوف الثلاثي تقلب عينه همزة فى اسم الفاعل , فعلى هذا , يكزن اسم الفاعل من هذين الفعلين : " سائِئ " و " جائِئ " . فالتقت الهمزتان فى كلمة واحدة فقلبت الهمزة الثانية ياءً , لانكسار ما قبلها , فصارا : سائي و جائي , ثم اعلٌ اعلال غازٍ و رامٍ , كما مر فى الناقص , نعنى : حذفت ضمة الياء منهما استثقالا , فاجتمع ساكنان : الياء والتنوين , فحذفت الياء , فصارا : " جاءٍ " و " ساءٍ " , فتجد الاصل هكذا :
جاء : جائِئ ← جائي ← جاءٍ
ساء : سائِئ ← سائي ← ساءٍ
ففهم منه انه اجتمع فيه احكام ثلاثة انواع من الافعال : الاجوف والناقص و المهموز
القاعدة :
اذا كان الفعل معتل العين مع كون آخره همزة , فيجتمع فيه احكام ثلاثة انواع من الافعال : الاجوف والناقص و المهموز
تخفيف الهمزة من المهموز
الامثلة :
واذ رأى الذين ظلموا العذاب
ترى كثيراً منهم يسارعون فى الإثم والعدوان
انهم يرونه بعيداً ونراه قريباً
اولم ير الانسان انا خلقناه من نطفة
اولم يروا ان الله الذي خلق السموات
ارى عيني ما لم ترأياه
صاح هل ريت او سمعت براع
براع ردٌ فى الضرع ما حوى فى الحلاب
فإمٌا تَرَيِنٌَ احدا من البشر
يا فاطمة , أَتَرَيْنَ انكِ على الحق ؟
يا بناتُ , أَتَرَيْنَ انكنٌَ على الحق ؟
يا محمدُ , حبيبَك رَهْ
يا محمدُ و خالدُ, رَيَا حبيبَكُما
البحث :
تامل الفعل : رأى ومتصرفاته فى الامثلة المتقدمة , تجد انها مهموز العين , ولكن لم تجد الهمزة الا فى الماضى , مثلاً : " ترى " فى المثال الثانى من الطائفة الاولى هو مضارع " رأى " , كما تعرف . ولكن لمَ حذفت الهمزة منه ؟ واذا تاملت كل متصرف من هذا الفعل تجد الهمزة محذوفة , الا فى الماضى . لمَ ؟ والسبب فى ذلك , ان اصل " تَرَى "
" تَرْأَى ", وقد اجتمعت العرب على حذف الهمزة منه , وهذا الحذف لازم عندهم لكثرة الاستعمال , فلا يقال : " تَرْأَى " الا فى ضرورة الشعر , كقول الشاعر :
أرَى عينى ما لم تَرْأيَاه
كلانا عالم بالترهات
فحذفوا الهمزة بعد نقل حركتها الى ما قبلها فصار : تَرَى . وبالتامل فى هذا الفعل تجد ان حكمه حكم الناقص , ففى المثال الثالث تجد اللام , التى هي الالف , محذوفة عند اتصاله بواو الجماعة . وكذلك تجدها محذوفة للجزم كما فى المثال الرابع . ولكن ترى الهمزة ثابتة فى المضارع فى قول الشاعر :
" تَرْأيَاهُ " على الاصل , وهذا عند ضرورة الشعر , على غير قياس فلا يقاس عليه . وكذلك تجد الهمزة محذوفة فى الماضى فى قول الشاعر فى المثال الثانى من الطائفة الثانية فى " رَيْتَ " . وهذا ايضاً لضرورة الشعر على غير القياس
ثم انظر الى : " إمٌا تَرَيِنٌَ " فى الآية الكريمة , تجد ان اصله :
" تَرْأَيِينَ " على ما درست قبلُ فى باب الناقص . فحذفت الهمزة للتخفيف بعد نقل حركتها الى ما قبلها , وحذفت اللام – الياء – لاتصاله بياء المخاطبة فصار : تَرَيْنَ . ثم دخلت عليه نون التوكيد مع " إِمٌَا " فى اوله , فحذفت النون فصار : " إِمٌَا تَرَيْنٌَ " , فالتقى ساكنان – الياء ونون المدغمة – فينبغى ان يحذف الاول – الياء – ولكن لم يحذف , لكون ما قبلها مفتوحا , كما بينا قبلُ , فحركت بحركة مناسبة بالياء – الكسرة – فصار : إمٌا تَرَيِنٌَ . فتجد الاصل هكذا :
رأَى : تَرْأَيِينَ ← تَرَيِينَ ← تَرَيْنَ ← إِمٌَا تَرَيْنٌَ ← إمٌا تَرَيِنٌَ
ثم انظر : " تَرَيْنَ " فى المثال الاول و " تَرَيْنَ " فى المثال الثانى من الطائفة الثالثة , تجد انه اتفق فى خطاب المؤنث , لفظ الواحدة والجمع ولكن اختلفت فى التقدير . فان الاول اصله " تَرْأَيِينَ " على وزن " تَفْعَلِينَ " , فحذفت الهمزة للتخفيف بعد نقل حركتها الى ما قبلها , وحذفت اللام – الياء – لاتصاله بياء المخاطبة فصار : " تَرَيْنَ " فميزانه " تَفَيْنَ " . فتجد الاصل هكذا
رأَى : تَرْأَيِينَ ← تَرَيِينَ ← تَرَيْنَ
واما الثانى فاصله " تَرْأَيْنَ " على وزن " تَفْعَلْنَ " , فحذفت الهمزة بعد نقل حركتها الى ما قبلها فصار : تَرَيْنَ , فميزانه : " تَفَلْنَ " . فتجد الاصل هكذا :
رأَى : تَرْأَيَنَ ← تَرَيْنَ
واخيرا , انظر الى كلمة : " رَهْ " فى المثال الاول من الطائفة الرابعة , تجد انه امر الحاضر من " رأى يَرَى " , فبني الامر من " تَرَى " بحذف حرف المضارعة من اولها والالف – اللام – من آخرها , فصار : " رَ " , ولكنهم يكرهون الوقف على حرف واحد , كما تقدم , فيصلون فى آخره هاء السكتة عند الوقف فصار : " رَهْ "
واما " رَيَا " فى المثال الثانى منها وهو ايضاً امر الحاضر من " رأى يَرَى " , ولكن اتصلت به الف الاثنين فأعيدت اللام المحذوفة – الياء – كما كان فى الناقص
القاعدة :
والعرب قد اجتمعت على حذف همزة مضارع " رأى " ومتصرفاته بعد نقل حركتها الى ما قبلها . وهذا الحذف لازم عندهم لكثرة الاستعمال
ولا تثبت الهمزة الا فى الماضى
وتحذف الهمزة من الماضى ايضاً لضرورة الشعر, كما انها تثبت فى المضارع عند الضرورة
ويجرى ايضاً احكام الناقص عليه
*******************

No comments:

Blog Archive